قد حمل شعر على اكف المودة مولجا
وطريق شعره استبقت فخلت منه
كل السبل . تركوه وسط الحومل اهتياج
وصيحة خائف مصلوب . كان شعره قنديل
بدد وحشه كل مستضعف فأمطرت روحنا
وتخضبنا بدمه فكان مدرارا كالشهب
الا وهو الشاعر
( بدر شاكر السياب)
السيرة الذاتيه للسياب وبشكل عام
::
\\
::
أولاً \\ ولادة بدر شاكر السياب : -
ولد بدر شاكر عبد الجبار بن مرزوق السياب
في 25/12/1925 بقرية جيكور عام 1926م وكان بدر هو الابن
الأكبر بين أبناء شاكر عبد الجبار الثلاثة، توفيت والدته وهو
في السادسة من عمره، فكانت أولى الصدمات
التي عانى منها، جاء بعدها زواج والده مرة أخرى
وانتقاله للعيش مع جدته لأمه.
تلقى السياب تعليمه الابتدائي بإحدى القرى القريبة
من جيكور وتدعى "باب سليمان"، ثم
تابع دراسته
الثانوية في البصرة، وتفجرت الموهبة الشعرية لدى
السياب صغيراً وربما ساعده في ذلك وجوده في طبيعة جميلة، فانطلق
في كتابة الأشعار عن الطبيعة وعن
مشاعره الخاصة.
التحق عام 1943 بدار المعلمين العالية ببغداد
وأقام بالقسم الداخلي
ملتحقاً بفرع اللغة العربية، وانكب على القراءة،
فقرأ لشارل بودلير الشاعر والناقد الفرنسي
والذي يعد من
ابرز شعراء القرن التاسع عشر، وتأثر السياب
بهذا الشاعر فقدم قصيدته "بين الروح والجسد" وهي قصيدة ناهزت
الألف بيت قام بإهدائها لروح بودلير، كما أكثر
من الإطلاع على كل من الأدبين
العربي والإنجليزي
خاصة بعد انتقاله إلى قسم اللغة الإنجليزية
بدار المعلمين
وعقب تخرجه عمل السياب كمدرس للغة الإنجليزية بإحدى المدارس الثانوية.
ثانيا ً\\والدالسياب :-
شاكر بن عبدالجبار بن مرزوق السياب
ولدفي قرية (بكيع) واكمل دراسته
في المدرسة الرشيدية
في أبي الخصيب وفي البصرة أثناء العهد العثماني زاول التجارة
والأعمال الحرة وخسر في الجميع ثم توظف
في دائرة (تموين أبي الخصيب) توفي في 7/5/1963. وأولاده
(د. عبدالله وبدر ومصطفي) .
ثالثاً\\والدة السياب :-
هي كريمة بنت سياب بن مرزوق السياب
توفيت قبله بمدة طويلة، وتركت معه اخوان اصغر منه، فتزوج ابوه امرأة أخرى.
حياة السياب المؤلمه :-
تعرض السياب خلال حياته لعدد
من المأسي والأحزان
التي تركت الكثير من الآثار في نفسه
منها وفاة والدته وهو مازال في
السادسة من عمره، وزواج والده مرة أخرى
ثم وفاة جدته
والذي كان شديد التعلق بها، ومصادرة أملاكها، وتعرضه لمشاكل
مادية، ومما قاله في رسالة لأحد أصدقائه
عن وفاة جدته والتي تركت وفاتها بالغ الأثر في نفسه
" افيرضى الزمن العاتي، أيرضى القضاء أن تموت جدتي أواخر هذا الصيف
فرمت بذلك أخر قلب ينبض بحبي؟ أنا أشقى من ضمت الأرض"
كما لعبت العواطف دوراً في حياة السياب
فيأسه في إيجادالحب
وافتقاره للوسامة وعدم مقابلته لفتاة يحبها وتحبه
كل هذا ترك في نفسيته شعوراً بالظلم
والمرارة جعله
يخرج انفعالاته من خلال الشعر، وإن كان السياب حاول أكثر من مرة أن
ينعم بالحب، فأحب ابنة عمه وفيقة، وكان يذهب
لمساعدة جده برعاية الماشية أملاً في الفوز
بحب إحدى
الراعيات البدويات، ثم جاء تعلقه في بغداد بإحدى
زميلاته وتدعى لبيبة أو "ذات المنديل الأحمر"
والتي قال فيها:
خيالك من أهلي الاقربين
أبر وإن كان يعقل
أبي منه جردتني النساء
وامي طواها الردى المعجل
ومابي من الدهر إلا رضاك
فمر حمال فالدهر لايعدل
قرية السياب:-
هي قرية جيكور... قرية صغيرة لا يزيد
عدد سكانها
آنذاك على (500) نسمة، اسمها مأخوذ في الأصل
من الفارسية من لفظة (جوي كور) أي
(الجدول الأعلي)، تحدثنا كتب
التاريخ على أنها كانت موقعاً من مواقع الزنج
الحصينة، دورها بسيطة مبنية من طابوق اللبن،
الطابوق غير المفخور بالنار وجذوع أشجار النخيل
المتواجدة بكثرة في بساتين جيكور التي يملك
(آل السياب)
فيها أراضٍ مزروعة بالنخيل تنتشر فيها انهار
صغيرة تأخذ مياهها من شط العرب...، وحين يرتفع المد
تملئ الجداول بمائه، وكانت جيكور
وارفة الظلال
تنتشر فيها الفاكهة بأنواعها
ـ مرتعاً وملعباً ـ وكان
جوّها الشاعري الخلاب أحد ممهدات طاقة
السياب الشعرية
وذكرياته المبكرة فيه ظلت حتي أخريات
حياته تمد شعره بالحياة
والحيوية والتفجر
(كانت الطفولة فيها بكل غناها
وتوهجها تلمع أمام باصرته كالحلم ويسجل بعض
اجزائها وقصائده ملأي بهذه الصور الطفولية...)
كما يقول صديقه الحميم، صديق الطفولة :
الشاعر محمد علي إسماعيل. هذه القرية تابعة لقضاء
أبي الخصيب الذي اسسه
(القائد مرزوق أبي الخصيب) حاجب
الخليفة المنصور عام 140 هـ والذي شهد
وقائع تاريخية
هامة سجّلها التاريخ العربي، ابرزها
معركة الزنج ما تبعها من
أحداث. هذا القضاء الذي برز فيه شعراء
كثيرون منهم (محمد محمود) من مشاهير المجددين
في عالم الشعر والنقد الحديث
و(محمد علي إسماعيل) صاحب الشعر الكثير
في المحافظة.
الشعر في حياة السياب :-
على الرغم من مشاركته السياسية
وتعرضه للسجن
إلا أن السياب لم يترك الشعر أبداً فكان
يسري مع الدم في عروقه
وجاء تقديمه لديوانه الأول في القاهرة
عام 1947 بعنوان "أزهار ذابلة"
ويضم قصيدته "هل كان حباً" والتي أعتبرها السياب
أول قصيدة في الشعر الحر، وقد وقع الخلاف
بين كل
من السياب ونازك الملائكة على من الأسبق
في تقديم
هذا النوع من الشعر والذي خرج فيه
كليهما عن المألوف
في أسلوب نظم القصيدة العربية، ومن المعروف
أن الملائكة قدمت بدورها قصيدة "الكوليرا" والتي يقال
أيضاً أنها أول قصيدة في الشعر الحر.
ويقول السياب في قصيدته "هل كان حباً"
هَـــــلْ تُـسـمّـيـنَ الــــذي ألــقــى هــيـامـا ii؟
أَمْ جـــنــونــاً بــالأمــانــي ؟ أم غـــرامـــا ؟
مـــا يــكـون الــحـبُّ ؟ نَــوْحـاً وابـتـسـاما ؟
أم خُفوقَ الأضلعِ الحَرَّى ، إذا حانَ التلاقي
بـيـن عَـيـنينا ، فـأطرقتُ ، فـراراً بـاشتياقي
عـــن ســمـاءٍ لــيـس تـسـقـيني، إذا مـــا ii؟
جـــئــتُــهــا مــســتــسـقـيـاً ، إلاّ أوامـــــــــا
بعض من ارتبط بهن السياب واحبهن :-
الراعيه هويله // هي أول امرأة خفق
لها قلبه وأحبها، حيث كانت
اكبر منه سنا ترعي أغنام لها، يقابلها خارج
قريته، وفجأة تحول إلي حب فتاة جميلة عمرها
آنذاك (15) سنة، كانت تأتي إلي قريته .
وفيقه // السياب في عنفوان شبابه وهو الباحث عن
الحنين فالتجأ يتشبث بحب (وفيقه) التي كانت تسكن على مقربة من بيت الشاعر
كان البيت فيه شباكاً
مصبوغاً باللون الأزرق يعلو عن الأرض
مترا أو يطل على درب قرب
من بيت قديم، شباك وفيقة التي لم يسعده حظه
في الزواج منها، في شباكها قال شعرا جميلا،
ولم يعرف لحد الآن
هل ان وفيقة كانت تبادله الحب أم لا.
لباب // ـ في دار المعلمين العالية في بغداد وقع في
حب جديد، فتاة بغدادية اخذت حظها من العلم
والمعرفة ولها فوق ثقافتها جمال يأخذ بالالباب
وهي التي يصفها بأن لها
في وجهها غمّازة، تلبس العباءة وكانت
عندما تمر به تضع العباءة على وجهها كي لا تراه
وكانت (نازك الملائكة) صديقة (لباب)
التي احبها الشاعر من جانب واحد
وكانت ذكية وجميلة جدا
وكان أهلها يوصونها ان تعبس عندما تسير لكي
لا يطمع الآخرون بملاحقتها وقد اعرضت
عن كل الذين خطبوها.
الشاعرة (لميعة عباس عمارة) // تعرف عليها في دار المعلمين العالية
وكالعادة وقع في حبها لانها كانت من اخلص صديقاته .
البلجيكيه ( لوك لوران ) // التي وعدته بان
تزور قريته جيكور فكتب
قصيدة تعتبر من أروع قصائده الغزلية.
(سليمه ) // شاء حظه ان يلتقي بمومس عمياء اسمها (سليمه)
فاكتشف من خلالها عالم الليل والبغاء واكتشف
اسرارا غريبة واعطانا صورة صادقة لما
كانت تعانيه
هذه الطبقة من الناس، فكانت قصيدته
الرائعة (المومس العمياء)
التي صوّر فيها الواقع الاجتماعي آنذاك وواقع المرأة بصورة خاصة.
زواج السياب :-
ويتزوج السياب إحدي قريباته، وأحب
زوجته فكان لها الزوج المثالي
الوفي، وكانت هي كذلك، فقد
انجبت منه غيداء وغيلان والاء، ولمّا اصابه المرض كانت مثال المرأة الحنونة
المحتملة كل متاعب والأم الحياة، حيث
كانت الأيام معه اياما قاسية. تقول عنها
زوجته السيدة اقبال...:
(عندما تغدو قسوة الأيام ذكريات، تصبح
جزءا لا يتجزأ من شعور الإنسان، تترسب في أعماقه طبقة صلبة يكاد يشعر
بثقلها إذ ما تزال تشدني ذكرياتي معه كلما قرأت مأساة وسمعت بفاجعة)
تقول عن كيفية زواجها منه...:
لم أتعرف عليه بمعني الكلمة
(التعارف والحب واللقاء) إنما كانت
بيننا علاقة مصاهرة حيث ان اختي الكبري
كانت زوجة لعم الشاعر
(السيد عبدالقادر السياب) في أوائل الثلاثينات،
وكان أخي قد تزوج من أسرة السياب، وبعد
نيل الموافقة الرسمية تم عقد الزواج في 19 حزيران يونيو 1955 في البصرة ثم انتقلنا إلي بغداد
كانت السنوات الثلاث الأخيرة من
حياته فترة رهيبة عرف فيها
صراع الحياة مع الموت. لقد زجّ بجسمه
النحيل وعظامه الرقاق إلي حلبة هذا الصراع الذي
جمع معاني الدنيا في سرير ضيق حيث راح الوهن
وهو يتفجرعزيمة ورؤي وحبا، يقارع الجسم
المتهافت المتداعي، وجه الموت يحملق به كل
يوم فيصدّه الشاعر عنه بسيف من الكلمة... بالكلمة عاش
بدر صراعه، كما يجب ان يعيش الشاعر
ولعل ذلك لبدر، كان الرمز الأخير
والأمضّ، للصراع بين الحياة والموت
الذي عاشه طوال عمره القصير علي مستوي
شخصه ومستوي دنياه معاً. فهو قبل ذلك
إذ كان جسده
الضامر منتصبا، خفيفا، منطلقا يكاد لا يلقي
على الأرض ظلا لشدة شفافيته.
آثار السياب المطبوعة :-
ازهار ذابلة (شعر)، اساطير (شعر)
المومس العمياء (ملحمة شعرية)
حفار القبور (قصيدة طويلة)، الاسلحة والاطفال (قصيدة طويلة)، مختارات
من الشعر العالمي الحديث (قصائد مترجمة)
انشودة المطر(شعر)
المعبد الغريق (شعر)، منزل الاقنان (شعر) شناشيل ابنة الجلبي (شعر)
ديوان بجزئين اصدار دار العود.
اثارالسياب المخطوطة فهي :-
زئير العاصفة (شعر)، قلب اسيا (ملحمة شعرية)
القيامة الصغري (ملحمة شعرية)، من شعر ناظم حكمت (تراجم)
قصص قصيدة ونماذج بشرية، مقالات وبحوث
مترجمة عن الانكليزية
منها السياسية والادبية..
مقالات وردود نشرها في مجلة الاداب...
شعره الاخير بعد
سفره إلى الكويت ولم يطبع في ديوانه الاخير (شناشيل ابنة الجلبي)
قصائد من ايديث ستويل.
قدم السياب بالإضافة لدواوينه الشعرية
عدد من الترجمات الشعرية
منها عيون إلزا أو الحب والحرب عن أراغون، قصائد
عن العصر الذري - عن ايدث ستويل، قصائد مختارة من الشعر العالمي الحديث
قصائد من ناظم حكمت.
من أعمال السياب النثرية :-
الالتزام واللاالتزام في الأدب العربي
الحديث - محاضرة ألقيت في روما
ونشرت في كتاب الأدب العربي المعاصر
ومن ترجماته النثرية ثلاثة قرون
من الأدب، الشاعر والمخترع والكولونيل
مسرحية من فصل واحد لبيتر اوستينوف
وقد شارك السياب
في الكتابة في كل من مجلتي الآداب والحوار كما قدم كتاب بعنوان
"كنت شيوعياً" وهو عبارة عن مجموعة من
المقالات والاعترافات التي نشرها بإحدى
الجرائد العراقية.
أنتهت القصيده :-
سافر السياب في الجزء الأخير من حياته إلى
عدد من الدول العربية والأوربية
وذلك لحضور مؤتمرات أدبية ومتابعة حالته الصحية
وإجراء فحوصات وازداد إحساسه بالموت
فنظم قصائد يملؤها اليأس والألم
وتم نقله إلى الكويت ليتلقى رعاية طبية.
جاءت وفاة السياب في 24 ديسمبر 1964 بالكويت بعد معاناة شديدة
مع المرض الذي شل قواه وانحل جسده خلال
سنوات حياته الأخيرة، ثم نقل جثمانه إلى البصرة ليرجع إلى وطنه العراق
مرة أخرى ولكن بعد أن ضمه تابوت خشبي.
والى هنا تكون نهايه شاعرنا الراحل
بدر شاكر السياب رحمه الله
الأحد 27 يناير 2019 - 4:08 من طرف نمر الحلاوي
» يـــارب
الإثنين 11 أبريل 2016 - 5:40 من طرف ندى
» ما الحب ؟؟
الإثنين 11 أبريل 2016 - 5:37 من طرف ندى
» السلام عليكم جميعا
الثلاثاء 22 ديسمبر 2015 - 11:41 من طرف ندى
» ميلاد القائم عجل الله فرجه الشريف
الأربعاء 3 يونيو 2015 - 19:43 من طرف ندى
» كل عام واجروحي ابخير
الأربعاء 8 أبريل 2015 - 12:26 من طرف ندى
» أضــــــــحـــــى مــــــــبـــاركــــــ
الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 2:40 من طرف كاظم الناصري
» مرحبااا
الثلاثاء 12 أغسطس 2014 - 23:17 من طرف حوراء العراقية
» عيد سعيد عليكم احبتي
الخميس 7 أغسطس 2014 - 1:05 من طرف ندى
» التوت الازرق
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:51 من طرف عاشِــقة الليل
» الكيوي
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:47 من طرف عاشِــقة الليل
» الفراولة
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:41 من طرف عاشِــقة الليل
» الكمون بالليمون
الخميس 24 يوليو 2014 - 5:50 من طرف عاشِــقة الليل
» أنها الدنيا
الخميس 24 يوليو 2014 - 5:49 من طرف عاشِــقة الليل
» جوزيه مورينيو
الأربعاء 23 يوليو 2014 - 6:59 من طرف عاشِــقة الليل