19 -
90 ه / 640 - 708 م
غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، أبو مالك، من بني تغلب.
شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة.
لعَمْري، لقد أسريتُ، لا لَيْلَ عاجزٍ
بساهمَة ِ الخدّيْنِ، طاوية ِ القُرْبِ
جُماليّة ٍ، لا يُدرِكُ العيسُ رَفْعَها
إذا كنّ بالركبان كالقيم النكبِ
مُعارِضَة ٍ خُوصاً، حَراجيجَ، شمّرَتْ
لنُجعة ِ مَلْكٍ، لا ضئيلٍ، ولا جأبِ
كأنَّ رِحالَ القوْمِ، حينَ تَزَعْزَعَتْ
على قَطَواتٍ مِن قطا عالجٍ، حُقْبِ
أجدتْ لوردٍ من أباغَ وشفها
هواجِرُ أيّامٍ، وُقِدْنَ لها، شُهْبِ
إذا حَملَتْ ماء الصّرائِمِ، قَلّصَتْ
رَوَايا لأطْفالٍ بِمَعْمِيَة ٍ، زُغْبِ
تَوائِمَ أشْباهٍ بأرْضٍ مَريضَة ٍ
يلذنَ بخذرافِ المتانِ وبالعربِ
إذا صَخِبَ الحادي علَيْهِنَّ بَرَّزَتْ
بَعِيدَة ُ ما بَينَ المشافِرِ والعَجْبِ
وكَمْ جاوزَتْ بحْراً ولَيْلاً، يخُضْنهُ
إلَيْكَ أميرَ المؤمنينَ ومِن سَهْبِ
عوادلَ عوجاً عن أناسٍ، كأنما
تَرَى بهِمِ جَمْعَ الصَّقالبة ِ الصُّهْبِ
يُعارِضْن بَطْنَ الصَّحصَحان، وقد بدتْ
بيوتُ بوادٍ من نميرٍ ومن كلبِ
ويا منَّ عن نجدِ العُقابِ وياسرتْ
بنا العيسُ عَن عذراء، دارِ بني الشَّجْبِ
يخدْنَ بنا عن كل شيء، كأننا
أخاريس عيوا بالسّلام وبالنَّسبِ
إذا طلعَ العيوقُ والنجمُ أوْلجَتْ
سوالفها بين السماكَيْنِ والقلْبِ
إلَيْكَ، أميرَ المؤمنين، رحَلْتُها
على الطّائرِ الميمونِ والمنْزِلِ الرَّحْبِ
إلى مؤمنٍ تجلو صفيحة ُ وجههِ
بلابلَ تغشى ، من همومٍ ومن كربِ
مُناخُ ذوي الحاجاتِ، يَسْتَمْطرونَهُ
عطاءَ كريمٍ من أسارى ومن نهبِ
ترى الحَلَقَ الماذيَّ، تَجْري فُضُولُهُ
على مُسْتَخِفّ بالنّوائبِ والحَرْبِ
أخوها، إذا شالتْ عضُوضاً سما لها
على كلُ حال: من ذلولٍ ومن صعبِ
إمامٌ سما بالخيلِ، حتى تقلقلتْ
قلائدُ في أعناقِ معلمة ٍ حُدبِ
شواخِصَ بالأبصارِ، مِن كلّ مُقَربٍ
أعدَّ لهيجا، أو موافقة ِ الركبِ
سواهِمَ، قد عاوَدْن كلَّ عظيمَة ٍ
مجللة الأشطانِ، طيبة لكسبِ
يُعاندنَ عن صلب الطريقِ من الوجا
وهُنَّ، على العِلاّتِ، يَرْدينَ كالنُّكْبِ
إذا كلفُوهُنَّ التنائيَ لم يزلْ
غرابٌ على عوجاءَ منهنَّ أو سقبِ
وفي كل عامٍ، منكَ للرّوم، غزوة
بعِيدَة ُ آثارِ السّنابِكِ والسَّرْبِ
يُطَرِّحْنَ بالثّغْرِ السِّخالَ، كأنّما
يشققن َ بالأشلاء، أردية َ العصبِ
بناتُ غرابٍ، لم تكتملْ شهورُها
تقَلْقَلنَ مِن طُولِ المفاوِزِ والجَذْبِ
وإن لها يومين: يومَ إقامة ٍ
ويوماً تشكى القضَّ من حذرِ الدربِ
غموسِ الدجى تنشقّ عن متضرمِ
طلوبِ الأعادي، لا سؤومٍ، ولا وجبٍ
على ابنِ أبي العاصي قُرَيْشٌ تعطّفتْ
لهُ صُلبها، ليس الوشائظُ كالصلبِ
وقد جعلَ اللهُ الخلافة َ فيكُمُ
بأبْيضَ، لا عاري الخِوَانِ، ولا جَدْبِ
ولكِنْ رآهُ اللَّهُ مَوْضِعَ حَقّها
على رغمِ أعداءٍ وصدادة ٍ كذب
عتَبْتُم علَيْنا، قيسَ عَيْلانَ كُلَّكُم
وأيُّ عَدُوّ لمْ نُبِتْهُ عَلى عَتْبِ
لَقَدْ عَلِمَتْ تِلْكَ القَبائِلُ أنّنا
مصاليتُ، جذّامونَ آخية َ الشَّغب
فإنْ تكُ حَرْبُ ابنيْ نِزَارٍ تواضَعَتْ
فقد عذرتنا من كلاب ومن كعبِ
وفي الحُقْبِ مِنْ أفناء قيسٍ كأنّهمْ
بمُنْعَرجِ الثَّرْثارِ، خُشْبٌ على خُشْبِ
وهُنّ أذقن الموتَ جزءَ بن ظالمٍ
بماضِيَة ٍ بَينَ الشّراسِيفِ والقُصْبِ
وظَلّتْ بَنو الصَّمْعاء تأوي فلُولُهمْ
إلى كلّ دسماء الذراعينِ والعقبِ
وقد كان يوماً راهطٍ من ظلالكُم
فناءً لأقوامٍ وخطباً من الخطب
تُسامونَ أهلَ الحقّ بابنيْ مُحارِبٍ
ورَكبِ بني العَجلانِ، حسبُك من رَكْبِ
قرومُ أبي العاصي، غداة َ تخمَّطتْ
دِمَشْقُ بأشْباهِ المُهنّأة ِ الجُرْبِ
يقودنَ موجاً من أمية َ لم يرثْ
دِيارَ سُلَيْمٍ بالحِجازِ ولا الهَضْبِ
مُلوكٌ وأحْكامٌ وأصْحابُ نَجْدَة ٍ
إذا شوغِبوا، كانوا علَيْها إلى شَغْبِ
أهلوا من الشهرِ الحرامِ، فأصبحوا
مواليَ مُلْكٍ، لا طريفٍ ولا غَصْبِ
تذودُ القَنا والخَيْلُ تُثْنى عَلَيْهِمِ
وهُنَّ بأيْدي المُستَمِيتينَ كالشُّهْبِ
ولم تردَ عيني مثلَ ملكٍ رأيتهُ
آتاك بلا طعن الرماحِ، ولا الضربِ
مِن السُّودِ أستاهاً، فوارِسُ مُسْلِمٍ
غداة َ يَرُدُّ الموْتَ ذو النّفس بالكَرْبِ
ولكِنْ رآكَ اللَّهُ مَوْضِعَ حَقّهِ
على رغْمِ أعداءٍ وصدادة ٍ كذبِ
لحى اللَّهُ صِرْماً مِنْ كُلَيْبٍ كأنّهمْ
جداءُ حجازٍ لا جئاتٌ إلى زربِ
أكارعُ، ليسوا بالعريضِ محلهم
ولا بالحماة ِ الذائدين عن السربِ
بني الكلب، لولا أن أولادَ درامٍ
تذبّبُ عنكم في الهزاهزِ والحربِ
إذاً لاتّقَيْتُمْ مالكاً بضرِيبَة ٍ
كذلك يُعْطيها الذَّليلُ على الغَصْبِ
وما يفرحُ الأضيافُ أن ينزلوا بها
إذا كان أعلى الطَّلحِ كالدَّمِكِ الشَّطبِ
يقولونَ دَبِّبْ، يا جريرُ، وراءنا
وليس جريرٌ بالمُحامي ولا الصُّلْبِ
ومحبوسة ٍ في الحيّ ضامنة ِ القرى
إذا الليلُ وافاها، بأشعت ساغبِ
معفرة ٍ لا تنكرُ السيفَ وسطَها
إذا لمْ يكنْ فيها معسِّ لحالبِ
مزاريحُ في المأوى ، إذا هبتِ الصّبا
تُطيفُ أوابيها بأَكْلَفَ ثالِبِ
إذا استَقْبَلَتْها الرّيحُ، لمْ تَنْفَتِلْ لها
وإنْ أصْبحتْ شُهبُ الذُّرى والغواربِ
إذا ما الدَّمُ المُهْرَاقُ أضْلَعَ حَمْلُهُ
ونابَ رهناها بأغْلى النوائبِ
إذا ما بدا بالغيبِ منها عصابة ٌ
أوَيْنَ لهُ مشْيَ النّساء اللّواغِبِ
يَطُفْنَ بزَيّافٍ، كأنَّ هديرَهُ
إذا جاوزَ الحيزومَ، ترجيعُ قاصبِ
تَرُدُّ على الظِّمْءِ الطَّويلِ نِطافَها
إذا شَوَتِ الجوْزاءُ وُرْقَ الجنادِبِ
كأنَّ لَهاها في بلاعيمِ جِنّة ٍ
وأشداقَها السُّفْلى مَغارُ الثّعالبِ
إذا لم يكنْ إلا القتادُ تجزعتْ
مَناجِلُها أصْلَ القَتادِ المُكالِبِ
تُحطّمُهُ تَحْتَ الجليدِ فؤوسُها
إذا قفعَ المشتى أكفَّ الحواطبِ
كأنَّ علَيْها القَصْطلانيَّ مُخْمَلاً
إذا ما اتَّقَتْ شَفّانَهُ بالمناكِبِ
شَفى النفس قتلى من سليم وعامرِ
بيَوْمٍ بدَتْ فيهِ نحوسُ الكواكبِ
تُطاعِنُهُمْ فِتْيانُ تَغْلِبَ بالقَنا
فطاروا وأجلوا عن وجوده الحبائبِ
عفا واسطٌ من أهْله فمذانُبْهْ
فرَوْضُ القَطا: صَحْراؤهُ فَنصائِبُهْ
وقدْ كانَ محضُوراً أرى أن أهلهُ
به أبداً، ما أعجمَ الخطَّ كاتبُهْ
ولكنَّ هذا الدهرَ أصبحَ فانياً
تَسَعْسعَ واشْتَدَّتْ عَلينا تجارِبُهْ
عَدا ذو الصَّفا منْهُمْ، فأمسى أنيسُهُ
قليلاً، تعاوى بالضباحِ ثعالبُهْ
وحلَّ بصحراء الإهالة ِ حذلمٌ
وما كانَ حلالاً بها، إذا نُحاربُهْ
خلا لبني البرشاء بكرِ بن وائلٍ
مجاري الحصى من بطنِ فلجٍ، فجانبُهْ
نَفى عَنْهُمُ الأعْداءَ فُرْسانُ غارَة ٍ
ودهمٌ يغمُ البلقَ خضرٌ كتائبهُ
فنحنُ أخٌ، لم يلقَ في الناسِ مثلُنا
أخاً، حين شابَ الدهرُ وابيضّ حاجبهْ
وإنا لصبرٌ في مواطنِ قومِنا
إذا ما القَنا الخَطِّيُّ عُلّتْ مخاضِبُهْ
وإنا لحمّالو العدو، إذا عدا
عَلى مَرْكبٍ، لا تُسْتَلَذُّ مَراكِبُهْ
وغيرانَ يغلي للعدواة ِ صدرهُ
تذبذبَ عني، لم تنلني مخالبهُ
فإنْ أكُ قد فتّ الكليبي بالعلى
فقدْ أهلكتهُ في الجراء مثالِبُه
وظلَّ لهُ بينَ العُقابِ وراهطٍ
ضَبابة ُ يَوْمٍ، لا تَوارى كواكِبَهْ
رأيتكَ، والتكليفَ نفسكَ دارماً
كشيءٍ مضى ، لا يُدركُ الدهرَ طالبهْ
فإنْ يكُ قَدْ بانَ الشّبابُ، فرُبّما
أعلّلُ بالعذبِ اللذيذِ مشاربُهْ
ولَيْلَة ِ نَجْوى يعْتري أهْلَها الصّبى
سَلَبْتُ بها ريماً، جميلاً مَسالبُهْ
فأصبحَ محجوباً عليَّ، وأصبحتْ
بظاهرة ٍ آثارهُ وملاعبهْ
وبتنا كأنّا ضيفُ جنّ بليلة ٍ
يعودُ بها القَلْبَ السّقيمَ صبائِبُهْ
فيا لك مني هفوة ً، لم أعُدْ لها
ويا لكَ قلباً، أهلكتُه مذاهبهْ
دعاني إلى خير الملوكِ فضولهُ
وأنّي امْرؤ مُثْنٍ عَلَيْهِ ونادِبُهْ
وعالق أسبابِ امريٍ، إن أقع به
أقع بكريمٍ، لا تغبّ مواهبُهْ
إلى فاعلٍ لوْ خايَلَ النِّيلَ، أزْحفَتْ
من النيلِ فوراتُهْو مثاعِبُهْ
وإنْ أتَعَرَّضْ للوليدِ، فإنّهُ
نَمَتْهُ إلى خيرِ الفُروعِ مَضاربُهْ
نساءُ بني عَبْسٍ وكَعْبٍ ولَدْنَهُ
فنِعْمَ، لعَمْري، الحالباتُ حوالبُهْ
رفيع المنى ، لا يستقلُّ بهمهِ
سؤومٌ، ولا مستنكشُ البحرُ ناضبِهْ
تجيشُ بأوصالِ الجزورِ قدورهُ
إذا المحلُ لم يرجعْ بعودينِ حاطبهْ
مطاعيمُ تغدو بالعبيطِ جِفانهُم
إذا القُرُّ ألوَتْ بالعِضاهِ عَصائِبُهْ
تضيءُ لنا الظلماءَ غرة ُ وجههِ
إذا الأقعسُ المبطانُ أُرْتِجَ حاجِبُهْ
وما بلَغَتْ خَيْلُ امرىء ٍ كانَ قَبْلَهُ
بحيثُ انتهتْ آثارُهُ ومحاربهْ
وتُضْحي جبالُ الروم غُبراً فِجاجُها
بما اشعلتْ غاراتُهُ ومقانبهْ
مِن الغَزْوِ، حتى انْضَمَّ كلُّ ثميلة ٍ
وحتى انطوَتْ مِن طولِ قَوْدٍ جنائبُهْ
يمدُّ المدى للقومِ، حتى تقطعتْ
حبالُ القُوى ، وانشَقَّ مِنْهُ سَبائبُهْ
فتى النّاسِ لمْ تُصْهِرْ إليهِ مُحارِبٌ
ولا غنوي دون قيسٍ يُناسبهُ
الأحد 27 يناير 2019 - 4:08 من طرف نمر الحلاوي
» يـــارب
الإثنين 11 أبريل 2016 - 5:40 من طرف ندى
» ما الحب ؟؟
الإثنين 11 أبريل 2016 - 5:37 من طرف ندى
» السلام عليكم جميعا
الثلاثاء 22 ديسمبر 2015 - 11:41 من طرف ندى
» ميلاد القائم عجل الله فرجه الشريف
الأربعاء 3 يونيو 2015 - 19:43 من طرف ندى
» كل عام واجروحي ابخير
الأربعاء 8 أبريل 2015 - 12:26 من طرف ندى
» أضــــــــحـــــى مــــــــبـــاركــــــ
الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 2:40 من طرف كاظم الناصري
» مرحبااا
الثلاثاء 12 أغسطس 2014 - 23:17 من طرف حوراء العراقية
» عيد سعيد عليكم احبتي
الخميس 7 أغسطس 2014 - 1:05 من طرف ندى
» التوت الازرق
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:51 من طرف عاشِــقة الليل
» الكيوي
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:47 من طرف عاشِــقة الليل
» الفراولة
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:41 من طرف عاشِــقة الليل
» الكمون بالليمون
الخميس 24 يوليو 2014 - 5:50 من طرف عاشِــقة الليل
» أنها الدنيا
الخميس 24 يوليو 2014 - 5:49 من طرف عاشِــقة الليل
» جوزيه مورينيو
الأربعاء 23 يوليو 2014 - 6:59 من طرف عاشِــقة الليل