مشاهير شعراء الغرب
ارنست همنجواى
الأسم الحقيقى: ارنست ميلر هيمنجواي
الوظيفة: كاتب
السيرة الذاتيه: اديب وروائي امريكي ولد في 21 يوليو عام 1899 ببلدة أوك بولاية إلينوا لأم تُدرس الموسيقى ومحبة للأدب، بعد انتهائه من الدراسة الثانوية قرر همنجواي أن يبحث عن طريقه في الحياة فرفض الالتحاق بالجامعة وحصل على عمل كمراسل صحافي ناشئ بجريدة تدعى "الكانساس سيتي ستار".
عندما دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب سنة 1917، كانت أمنية إرنست همنجواي الوحيدة فى الحياة وقتها أن يذهب إلى الجبهة ليشارك في الحرب، الا ان امنيته اوشكت ان تهدم حينما اثبت الفحص انه غير لائق للخدمة العسكرية وتم رفض طلبه للالتحاق بالجيش بسبب مشكلة في عينيه، ومع ذلك لم يمنعه الأمر من الالتحاق بكتيبة سيارات الإسعاف.
وبعد ثلاثة أسابيع من العمل مع فرق الإسعاف فى الجيش أصيب همنجواي بجروح من جراء شظايا قنبلة من قبل النمساويين بإحدى المدن الإيطالية سنة 1918 فقضى على اثرها ستة أشهر في المستشفى قبل أن تستقبله بلدته استقبال الأبطال، بعد أن عرف الجميع أنه أنقذ صديقا له أصيب بجروح بليغة خلال إحدى المعارك. أصيب بقذيفة نمساوية انفجرت بالقرب منه، وعلى الرغم من ألمه الشديد في رجليه، نجح في إخلاء جندي مجروح من خلال نيران رشاشة إلى مركز القيادة قبل ان ينهار. وقد منحته الحكومة الإيطالية وساما عن هذا الفعل .وأرسل همنغواي من اجل النقاهة إلى مستشفى الصليب الأحمر الأمريكي المفتتح حديثاً في ميلانو. وهناك التقى بممرضة أمريكية وهي اغنس فون كوروكسي فوقع في حبها وتقدم إليها طالباً الزواج، إلا أن اغنس كانت اكبر من همنغواي الذي كان في التاسعة عشرة من عمره، بسبع سنوات، ووقعت في غرام شخص آخر..
عاد همنغواي إلى الولايات المتحدة حيث تم استقباله استقبال الابطال في أوك بارك. وبعد فترة من الراحة أصبح مراسلاً صحفياً لصحيفة تورنتو ستار، وفي عام 1921 تزوج من هادلي ريتشاردسون التي سافر معها الى باريس حيث عاشا جزئياً على ممارساته الصحفية وجزئياً على ميراثها، فيما كان يكرس أكبر قدر ممكن من وقته لكتاباته، وولد ابنهما في عام 1923.
لقد تلقى همنغواي التشجيع من عدد الكتاب الأمريكيين المغتربين حينئذ في باريس، ومن بينهم عزرا باوند (1885-1972) و غرترود شتاين Gertrutde Stein (1874-1946). وكانت باكورة منشوراته كتابا بعنوان (ثلاث قصص وعشر قصائد) (باريس 1923) و(في زماننا) وهي مجموعة قصص قصيرة
وفي عام 1927 تم طلاق همنغواي وهادلي فتزوج باولين بيفيفر Pauline Pfeiffer وهي كاثوليكية رومانية. وكان على همنغواي الذي أدعى بأنه قد تم تعميده من قبل قس إيطالي بينما كان راقداً في سريره بسبب الإصابة في الجبهة، ان يبقى كاثوليكياً بالاسم لبقية حياته، على الرغم من أنه قد طلق باولين وتزوج مرتين فيما بعد. وفي مارس/آذار/ 1928 بدأ العمل في باريس في رواية حول الحرب العالمية الأولى واستمر بالكتابة بعد عودته مع باولين إلى الولايات المتحدة في ابريل /نيسان . وفي يونيو/حزيران، عانت باولين من عملية ولادة طويلة وشاقة انتهت بعملية قيصرية، ونجا كل من الأم والطفل من العملية. بيد ان همنغواي استخدم هذه التجربة كأساس لنهاية روايته التي أنهى المسودة الأولى منها في أغسطس/ آب 1928، وخلال الصيف علم أن والده الذي أحبطه المرض، قد انتحر. وأمضى همنغواي اشهرا وهو ينقح بعناية ودقة مخطوطته التي لم تحظَ بأي عنوان حتى ديسمبر/ كانون الأول، ثم اختار (وداعاً للسلاح) وهو عنوان قصيدة للشاعر جورج بيـيل(1558-1597 تقريباً) والتي عثر عليها في كتاب أوكسفورد للشعر الإنجليزي.
الا ان عودة همنجواي إلى بلدته لم تمكنه من الاستقرار والاندماج مرة ثانية في الحياة الاجتماعية بهذه البلدة الصغيرة، وبعد بضع سنوات تعرض همنجواي لأزمة شديدة حينما انتحر والده بعد ان اصيب بمرض عضال ووبخ إرنست أمه وحملها موت أبيه.
استمرت كتابات همنجواي في التألق والانتشار ولقت قصصه القصيرة حفاوة أكثر من رواياته، وفي سنة 1929 ظهرت رواية "وداعا للسلاح" وهي رواية تظهر أن نسيج الحياة هو في الحقيقة مزيج من الموت والعنف أكثر مما تمثله تهديدات الحرب في هذه الحياة.
سافر همنجواي كثيرا بعد نجاح روايته الأولى وعمل كمراسل حرب في إسبانيا خلال الحرب الأهلية وكذلك على الجبهة خلال الحرب العالمية الثانية، فى الوقت الذى كان يكتب فيه لعدة مجلات واسعة الانتشار.
عام 1940 نشر روايته "لمن تدق الأجراس" والتى ظهر فيها حب همنجواي لإسبانيا وتعاطفه مع أهل الريف، وفي عام 1953 حصل همنجواي على جائزة بوليتزر عن روايته "العجوز والبحر" التي نشرت سنة 1952 في مجلة لايف الواسعة الانتشار، ثم لم يلبث ان حصل عنها ايضا على جائزة نوبل فى الأداب لعام 1954 واجمع النقاد على كون هذه الرواية واحدة من أنجح ما عرفت الساحة الأدبية خلال القرن العشرين.
وكانت رواية ( تلال أفريقيا الخضر) (1935) هي محصلة تجارب همنغواي في اصطياد اللعبة الكبيرة في شرق أفريقيا. ومنذ رحلاته في مرحلة الطفولة مع أبيه إلى الغابات، كان همنغواي دائماً مهتماً بالصيد وأظهر كذلك اهتماماً بصيد سمك المارلين في كوبا. وبعد بداية الحرب الأهلية الأسبانية في عام 1936 ذهب همنغواي إلى أسبانيا كمراسل مناهض للحرب... ورفض التورط بالمسائل السياسية لليسار خلال فترة الركود الكبير في فترة الثلاثينات من القرن العشرين في الولايات المتحدة قائلاً: بأن (أصعب شيء تقوم به هو كتابة نثر مباشر وصريح وصادق حول الكائنات البشرية... أن أي شخص يحاول ان يتخذ من السياسة منفذاً إنما يغش) ومع ذلك فهو لم يستطع تجاهل سقوط الفاشية في اسبانيا وهو البلد الذي أحبه. ومن هذه التجربة جاءت رواية (لمن تقرع الأجراس) 1940، وهي الرواية الأنجح تجارياً من بين كتبه منذ رواية (وداعاً للسلاح) وفي هذا الوقت طلق همنغواي زوجته الثانية وتزوج من مارثا جيلهورن وهي صحفية كان من قد عمل معها في اسبانيا. وخلال الحرب العالمية الثانية أصبح همنغواي مراسلاً صحفياً مرة أخرى، على الرغم من أنه شارك فقط في نهاية الهجمات فذهب إلى النورماندي بعد الغزوات في حزيران / يونيو 1944 وتم إلحاقه كصحفي بالجيش الأمريكي عندما دخل باريس . وذهب لاحقا الى داخل المانيا خلال المعركة. وبعد الحرب عاد همنغواي إلى كوبا حيث تزوج عام 1945 من زوجته الرابعة ماري ويلتش. وفي عام 1952 نشر رواية (الشيخ والبحر) وهي واحدة من أكثر أعماله استحساناً وفي عام 1954 مُنح همنغواي جائزة نوبل للآداب، وفي أواخر عقد الخمسينات من القرن العشرين تكرر دخول همنغواي الى المستشفى بسبب صحته المتردية ولأنه أصبح عرضة لحالات شديدة ومتزايدة من الاكتئاب العقلي وفي حزيران/يونيو 1961 أقدم على الانتحار . ..
من اقواله الشهيرة
> فلأن يحيا المرء يوماً واحداً مثل اسد من الأسود خير له من ان يحيا مئة عام مثل خروف من الخراف
> خير لنا ان نموت واقفين على اقدامنا من ان نحيا راكعين على ركبنا.
(ارنست همنغواي - عبر النهر ونحو الأشجار .. ص47-48)
< < <
حكمتان قالهما الكاتب المشهور ا«ارنست همنغواي» .
ولو كان «همنغواي عائشاً - في الزمن الرديء- لأعتقدت ان هاتين الحكمتين موجهتان- كنصيحة- لأفراد ومجتمعات وشعوب الأمة العربية.. هذه الأمة التي فضل لها حكامها ان يحيا افرادها كالخراف، وان يعيشوا راكعين على ركبهم.
وعلى أي حال... فان حكمتي «همنغواي جديرتان بان تكونا لسان حال كل مواطن عربي .. يرتكز على عاملين في حياة امته .. هما
< تمسك الأمة بأصول دينها . وحرفية ماتمليه عليها من سلوك تعاليم عقيدتها.
< وحدة ارادتها.. التي هي منبع قوتها واساسها.. وهي وحدة لاتتحقق الا من خلال وحدة الصف والهدف.. انطلاقاً من وحدة المصير.
وكلاهما مصدر اساسي لإرادة عربية قوية.. تصدت لقوى الاستعمار - الانجلو فرنسي - حتى حررت ارضها من وجودهما، وحتى امتلكت مصادر ثرواتها من هيمنتها - بدءاً بقناة السويس ومروراً بشركات انتاج البترول على كل ارض عربية .. فأصبحت هذه الأرض عربية - انتاجاً وتسويقاً - تدعم الاقتصاد العربي وترفده بأسباب القوة والمنعة - بقدر مااصبحت قناة السويس شرياناً حيوياً يملكه العرب بحكم هيمنة مصير على مرفق حيوي واستراتيجي من مرافق الذات المصرية.. وهي ذات عربية على اي حال .
< < <
والآن.
والأمة العربية على اعتاب مرحلة جديدة في التاريخ المعاصر(القرن الحادي والعشرين) نشاهد ظواهر جديدة.. هدفها اعادة الاستعمار الذي اجلته عن اراضيها- بقوة ارادتها ووحدة موقفها- من الباب ..ليدخل - من جديد عبر النافذة... وهو استعمار اكثر شراسة واكثر بشاعة لأنه لايلغي الارادة العربية الموحدة فحسب..بل يدمر الوجدان العربي- تدميراً كاملاً - ويمسخ الذات العربية - مسخا مطلقاً-.. ذلك هو الاستعمار الامريكي المحض:
> يلغي الذات العربية
يمسخ الثقافة العربية - ذات الطابع الاسلامي
> يمزق وحدة الصف .. ومن ثم وحدة الهدف والموقف لأمة عربية.
عيشوا أيها العرب - كما كان اسلافكم في الماضي- اسوداً وليكن الموت وانتم وقوفً اشرف لكم من الحياة وانتم راكعون على ركبكم كالخراف .
ورحم الله «همنغواي » (ان كان الله سيرحمه) اذ دلكم على حقيقة - من حقائق واقعكم - وبصر - كل ذي بصيرة- بجوهر الحياة الكريمة.. تلك الحياة التي ينبغي ان تعيشها الأمم، وشعوبها.. ان كانت حكوماتها، وانظمة حكمها في بلدانها، هي نابعة من واقع امتها ومن اصول حضارتها ومن مصادر تاريخ اسلافها.
لعلني آليت على نفسي ان لا اكتب في السياسة وعن السياسيين.
ولكن ماحيلتي وانا - كعربي - اشاهد- كل يوم - ان امتي تتقهقر صفوفها امام هجمات العدو- اياً كان هذا العدو- فيغطي حكامها- كالنعامة - رؤوسهم .. لكي تظل انظمة حكمهم سائدة على اقطار وطننا العربي الكبير .. لينقلوا الحكم الى انجالهم.. وهي ظاهرة وراثة لأن تستمر عائلاتهم المحدودة- ان لم تكن اسرهم الأكثر محدودية- على رأس السلطة في كل قطر عربي ... ورغم هذا تتغنى هذه الانظمة التي صنعها العسكر في هذه البلدان بما تسميه الديمقراطية.. وبما ترتأيه دساتير حكوماتها القاضية بــــــ «انتقال» السلطة في بلادها سلمياً.. ولكن معظم الدساتير تظل حبراً على ورق او ديكوراً يزين واجهة النظام .. الذي هو اصلاً بلا نظام .
وشتان بين الثرى والثريا.
انني لا ادعو افراد الأمة العربية وشعوبها الى الثورة ضد حكومات وحكام بلدانهم .
ولكنني ادعو - وبكل اصرار- ان يلتحم الحكام مع شعوبهم وان تتوازن المصالح بين حكوماتهم وشعوبهم.. انطلاقاً من وحدة وطنية حقيقية يقام وحينئذ سترون العجب .. العجاب .
أرنست ميلر هيمنجواي الأديب الأمريكي الذي قال : غالباً ما أكتب من فوق أرجوحة أو من علي سرير تنضح من شراشفه رائحة الكسل، أو واقفاً، في إشارة تفسر متي تكون عملية الإبداع الفكري لديه، فهي حالات العبث أو الكسل أو الضجر، أحدثت رواياته انقلاباً في أمريكا، فالكثيرون يعتبرونه بداية سطر في الرواية الأمريكية، كتب هيمنجواي (1899-1961) أول روايته وهو في الثامنة والعشرين وكانت بعنوان (ستشرق الشمس) ثم غلبت عليه النظرة السوداوية للعالم في البداية، إلا أنه عاد ليجدد أفكاره فعمل علي تمجيد القوة النفسية لعقل للإنسان في رواياته، فغالبا ما تصور أعماله هذه القوة وهي تتحدي القوي الطبيعية الأخري في صراع ثنائي وفي جو من العزلة والانطوائية. نال هيمنجواي جائزة نوبل للأدب عام 1954 قبل سبع سنوات من انتحاره.
اتسمت حياة هيمنجواي بالمشاغبة وعشق المغامرة التي تصل إلي حافة الجنون، عاش حياة حافلة بالتنقل والمخاطر المميتة، فمرة كاد أن يقضي في الحرب العالمية الأولي، عندما انفجرت بالقرب منه قذيفة وقتلت ثلاثة جنود، وأصيب هو بشاظية في ركبته فتركت عنده عرجا خفيفا، وفي الثلاثينيات ناطح ثيران إسبانيا، فأصيب بعدة جروح خطيرة وكاد أن يصرع، ووسط أدغال إفريقيا هوت به طائرة خفيفة ونجا منها بأعجوبة، وركب بعدها طائرة ثانية فسقطت به ونجا!!! وكان جزءاً من مجموعة المغتربين في باريس في العشرينات، التي أسسها جيروترد شتاين، وعرفت باسم الجيل الضائع . كما عاش هيمنجواي حياة اجتماعية مشاغبة، تزوج خمس مرات وكانت له عدة علاقات عاطفية، وولع غريب بمصارعة الثيران.
عكس أدب هيمنجواي تجاربه الشخصية في الحربين العالميتين الاولي و الثانية والحرب الاهلية الاسبانية. تميز أسلوبه بالبساطة و الجمل القصيرة. وترك بصمته علي الأدب الامريكي الذي صار هيمنجواي واحدا من اهم أعمدته. شخصيات هيمنجواي دائما أبطال يتحملون المصاعب دونما شكوي أو ألم، فتلك الشخوص غالباً ما تعكس طبيعة هيمنجواي الشخصية.
وقد ترك للأدب الأمريكي، وقراء الأدب في أنحاء العالم عدة مؤلفات، حيث ترجمت أعماله لكل لغات العالم، من تلك المؤلفات، ثم تشرق الشمس 1926، وداعا للسلاح 1929، الذين يملكون والذين لا يملكون 1937، لمن تقرع الاجراس 1940، عبر النهر وخلال الاشجار 1950، والعمل الأهم والأكثر شهرة ( العجوز والبحر)1950 .
يتميز اسلوب هيمنجواي بالبساطة المفرطة، فجمله قصيرة بسيطة التركيب وتكاد تقتصر علي تصوير الواقع المحسوس والحركة المرئية، كما يلعب الحوار دورا اساسيا في نقل الاجواء المحيطة بالشخوص القصصية والروائية، فهو يدع الشخصية تقدم نفسها عن طريق تحركاتها وانفعالاتها الظاهرة وما تردده من كلام، وهنا يبرز دور القارئ في خلق الصورة التي اراد المؤلف تصويرها، فيشارك في خلق هذه الشخصية مع مبدعها الاصلي المؤلف. وهيمنجواي مولع بمصارعة الثيران وابطالها، وقد كرس سنين عديدة من حياته الادبية في كتابه موت بعد الظهر ، الذي حلل فيه مصارعة الثيران في اسبانيا وخارجها. كما افرد في نهاية هذا الكتاب عشرات الصفحات في وضع مصطلحات مصارعة الثيران بالاسبانية امام القارئ العادي موضحا معاني هذه المصطلحات بتفصيل واسع وشرح دقيق علي شكل مسرد مفصل. لذلك لا يمكن لاي مترجم، مهما اتسع باعه في ميدان الترجمة، ان يترجم روايات هيمنجواي او قصصه القصيرة المصورة لهذه المصارعة دون الرجوع الي هذا الكتاب الموسوعة في هذا المجال.
ولد هيمنجواي في 21 يوليو عام 1899 ببلدة أوك بولاية إلينوا لأم تُدرّس الموسيقي ومحبة للأدب، بعد انتهائه من الدراسة الثانوية قرر هيمنجواي ان يبحث عن طريقه في الحياة فرفض الالتحاق بالجامعة وحصل علي عمل كمراسل صحفي ناشيء بجريدة تدعي الكانساس سيتي ستار .
عندما دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب سنة ،1917 كانت أمنية ارنست هيمنجواي الوحيدة في الحياة وقتها ان يذهب الي الجبهة ليشارك في الحرب، إلا أن أمنيته أوشكت أن تُهدم حينما أثبت الفحص أنه غير لائق للخدمة العسكرية وتم رفض طلبه للالتحاق بالجيش بسبب مشكلة في عينه، ومع ذلك لم يمنعه الأمر من الالتحاق بكتيبة سيارات الإسعاف.
وبعد ثلاثة أسابيع من العمل مع فرق الإسعاف في الجيش أصيب هيمنجواي بجروح من جراء شظايا قنبلة بإحدي المدن الإيطالية سنة 1918 فقضي علي اثرها ستة أشهر في المستشفي قبل أن تستقبله بلدته استقبال الأبطال، بعد ان عرف الجميع أنه أنقذ صديقاً له أصيب بجروح بليغة خلال إحدي المعارك.
إلا أن عودة هيمنجواي الي بلدته لم تمكنه من الاستقرار والاندماج مرة ثانية في الحياة الاجتماعية بهذه البلدة الصغيرة، وبعد بضع سنوات تعرض هيمنجواي لأزمة شديدة حينما انتحر والده بعد ان أصيب بمرض عضال ووبخ ارنست أمه وحمّلها موت أبيه.
وفي عام 1920 تزوج هيمنجواي من هادلي ريتشاردسون ثم رحل الي باريس حيث عاش معها في الوقت الذي كانت فيه بداية شهرته من بعض المقالات التي كان يبيعها للجرائد، وهناك بدأت مسيرته لكي يصبح كاتباً وروائياً، فتعرف علي مشاهير الأدب والثقافة في عصره حيث وجد لديهم كل مساندة وتشجيع وتقدير لكتاباته، وساعده بعضهم علي نشر مجموعته القصصية في وقتنا بالولايات المتحدة الأمريكية سنة ،1925 وفي عام 1926 نشر روايته الشمس تسطع أيضاً وبرز هيمنجواي كأحد الروائيين المتميزين.
استمرت كتابات هيمنجواي في التألق والانتشار ولاقت قصصه القصيرة حفاوة أكثر من رواياته، وفي سنة 1929 ظهرت رواية وداعاً للسلاح وهي رواية تظهر أن نسيج الحياة هو في الحقيقة مزيج من الموت والعنف أكثر مما تمثله تهديدات الحرب في هذه الحياة.
سافر هيمنجواي كثيرا بعد نجاح روايته الأولي وعمل كمراسل حرب في إسبانيا خلال الحرب الأهلية وكذلك علي الجبهة خلال الحرب العالمية الثانية، في الوقت الذي كان يكتب فيه لعدة مجلات واسعة الانتشار.
عام 1940 نشر روايته لمن تدق الأجراس والتي ظهر فيها حب هيمنجواي لإسبانيا وتعاطفه مع أهل الريف، وفي عام 1953 حصل هيمنجواي علي جائزة بوليتزر عن روايته العجوز والبحر التي نشرت سنة 1952 في مجلة لايف واسعة الانتشار.
رحل هيمنجواي إلي كوبا التي عشقها، وعاش بداية في فندق أمبوس موندوس في الطابق الخامس، ثم اشتري مزرعة عرضت عليه ب 18500دولار، وقد عجل شراءها بيعه رواية (لمن تقرع الأجراس) لشركة بارامونت السينمائية لتحويلها إلي فيلم. تقع مزرعة ارنست هيمنجواي البسيطة علي روابي ضاحية سان فرانسيسكو دي باولا، علي بعد بضعة كيلومترات من هافانا. وهي مختبئة وسط غابة كثيفة من الأشجار الاستوائية، حيث ترك الكاتب الشهير افكاره الوجودية وعواطفه هناك. وقد انتقل هيمنجواي للاقامة في كوبا عام 1940 أي بعد وقت قصير من إكماله لكتابة (البلاد البكر) الرواية التي كان قد نشرها تحت عنوان (لمن تقرع الاجراس) والتي فتحت له ابواب النجاح. وفي ذلك الوقت كانت معه زوجته، الصحفية مارثا جيلهورن التي قضي معها اطول فترة زواج. وعاش الاثنان بداية الامر في فندق امبوس موندوس في هافانا وفي الطابق الخامس منه تحديدا بنوافذه الثلاث المشرعة دائما علي نسيم المدينة الشمالي الشرقي العليل والتي مازالت علي وضعها كما كانت. وفي ابريل من ذلك العام وبسبب زيارات مارثا المتكررة قام هيمنجوي باستئجار مزرعة اعتبرها من أفضل اكتشافاته وذلك في ضواحي هافانا وهي مزرعة فيخيا. وكانت المزرعة عبارة عن منزل ابيض الجدران وبسيط للغاية وبالكاد اظهر ذلك البيت شكله المغطي بأدغال كثيفة من الأشجار الاستوائية. وكانت بعض التلال تفصل المنزل عن البحر لكن علي الرغم من ذلك كان بإمكان هيمنجواي ان يتخيل هدير امواج البحر وارتطامها بصخور الشاطئ وان يحس بهوائه المالح. بعد ذلك ببضعة شهور وبحضور مارثا اشتري هيمنجواي المزرعة، دون ان يخطر علي باله ان ذلك الملاذ الموفق سيتحول الي أهم مكان في حياته. ومن ذلك البيت الذي عاش فيه اكثر من عشرين عاما، اقام هيمنجواي اتصالات مع مغامرين وبحارة وصيادين وأثرياء وشخصيات من هوليوود وسياسيي زمانه وملاكمين ولاعبين بيسبول وفرسان ونساء ورجال مافيا من كل ارجاء العالم ونشأت حول شخصيته، أثناء ذلك اساطير ساحرة لم يستطع اي كاتب ان يحيط نفسه بها. ويشير الكاتب الكوبي ابنريكي سيركوليس الي تلك الاسطورة في كتابه هيمنجواي في السقوط الروماني قائلاً: اتخيل هيمنجواي كما لو انه لايزال يتجول في شوارع هافانا، بضخامته، وبكتفيه العريضتين، كما لو انه لايزال يتجول بين المواقع البحرية، حافيا دائما، بقدميه الكبيرتين، او بشباب وقوة يتمتع بهما عجوز، مع سلوكه المتمرد والتحدي الذي يسيطر علي طباعه او سرواله الرمادي المصنوع من قماش خشن وقميصه الازرق القديم وقبعته مرتدة الي الخلف او بنطلونه القصير وقميصه ذي الخطوط المربعة وسمعته كقناص بين الصيادين .
هكذا كان هيمنجواي في تلك المزرعة الخضراء، حارا ومتوحشاً، حيث تعلم الكاتب واحدة من المغامرات غير المألوفة علي ظهر يخته بيلار، الذي تجول علي متنه خلال الحرب العالمية الثانية في بحار كثيرة وذلك عندما أنشأ هيمنجواي منظمة سرية هدفت لاختراق الشبكات والمنظمات الفاشية التي كانت ناشطة في هافانا في تلك الفترة. ولقد طاف البحار القريبة كلها بحثا عن بحارة ألمان. يروي سيركوليس في كتابه: لقد تحولت أسطح البيوت ومنطقة المسبح والحدائق والصالة والمطعم وحتي الأمكنة حيث اعتاد كتابة روائعه، الي اماكن للقاءات وللتبادلات وللاجتماعات السرية، مع أخبار واشاعات كان يجلبها عملاء سريون لمنظمة هيمنجواي المعادية للفاشية، من بينهم رجال دين وموظفون جمهوريون قدماء ومقاتلون من الحرب الأهلية الاسبانية وأثرياء انجليز باسكيون وبعض الشخصيات من أبناء اوروبا الامريكيين وفلاحين بسطاء وأصدقاء للكاتب . اذا تحولت مزرعة فيخيا الي قلعة عامة للعمليات المعادية للفاشية. ولقد سيطرت فكرة ملاحقة البحارة الألمان علي عقل الكاتب، الأمر الذي جعله يمضي اوقاتاً طويلة خارج مزرعته تاركاً زوجته الثالثة مارثا وحدها مغتاظة بسبب تغيباته الطويلة. وشهدت تلك الايام فترة مشادات مريرة انتهت بفسخ زواجهما. ومن المؤكد ان البحارة الألمان كانوا يتجولون قريباً، لكن اليخت بيلار لم يلمح أحداً منهم وبالنسبة الي هيمنجواي شكلت تلك الرحلات حفلة اخري من حفلاته المثيرة. ومن بين الصور والأوراق والرسائل التي يحتفظ بها حتي اليوم في المنزل، توجد رسالة موقعة من قبل عقيد امريكي شمالي يدعي هايدن بويدن، يقول فيها: لمن يهمه الامر... في الوقت نفسه الذي ينكب فيه علي صيد أصناف غريبة لمتحف التاريخ الطبيعي فان ايرنيستو هيمنجواي يقوم بتحقيق تجارب ناجحة لأجهزة الارسال من علي متن يخته. ان هذا الملحق البحري موجود علي خط تلك التجارب، وهو يجعلنا متيقنين ان كل شيء يسير كما ينبغي وان هؤلاء ليسوا انقلابيين من أي صنف.
في ربيع عام 1945، بعدما حضر الأحداث الأخيرة للحرب العالمية الثانية، طائفاً في لندن المدمرة بسبب القذائف ومنظماً فرقته الخاصة التي ساهمت في تحرير باريس، باشر الكاتب تأليف كتابه (البحر الأسود). ومن اجل ذلك السلام تحولت المزرعة الي مركز للشائعات وأخبار منتصف الليل العاجلة والي مركز للحراسة ضد الفاشية وفي فترة ما بعد الحرب، أي في ظل السلام، عادت لتصبح منتدي مجانيا للقاءات الحميمية ومقرا لاجتماعاته مع أصدقائه الأعزاء علي نفسه الذين جمعتهم احاديث مطولة تدوم حتي الفجر وباختصار اصبحت مزرعته مكانا للسهر والسمر. في عام 1946، تزوج الكاتب للمرة الرابعة من ماري ويلش التي أقامت في المزرعة، وشيدت برجاً ابيض الي جانب المنزل الذي لا يزال قائماً هناك حتي الان وكان الهدف من بناء البرج هو ان يمارس همينجواي الكتابة فيه، لكنه لم يستخدمه ابدا. وعلي العكس من ذلك بدأت تروق له الكتابة واقفا في غرفة نومه وفي واحدة من زواياها مازالت آلة الكتابة التي خرجت منها جميع رواياته منها عمليا ومن بينها روايته علي الجانب الآخر من النهر وبين الاشجار التي تعرضت لانتقاد لاذع واستقبلها القراء استقبالاً سيئاً (1950) حتي ان الامر وصل إلي حد القول بأن هيمنجواي قد انتهي. لكن بعدها بسنتين (1952) نشرت مجلة (لايف) علي حلقات كتاب (العجوز والبحر) وهو الرواية التي تحولت لتصبح من أضخم النصوص الادبية في كل الازمان. وأعلن وليام فولكنر قائلاً: أثبت الزمن ان الشيخ والبحر هي الابداع المعزول لاي منا . اذاً لم ينته العجوز هيمنجواي. وسافر في عام 1953 الي افريقيا ويقال انه تزوج هناك للمرة الخامسة علي مذهب قبيلة الواكمامبا من فتاة اسمها ديبا، ويقال ان هيمنجواي أخذ الأمر علي محمل الجد لدرجة انه ثقب اذنيه وعلق اقراطاً تماشياً مع طقوس تلك القبيلة الافريقية. بعد هذه المغامرة في افريقيا عاد الكاتب الي منزله حيث كان هناك يوم 28 اكتوبر 1954 حين تلقيه نبأ حصوله علي جائزة نوبل. وفي عام 1957 ودائما مقيماً في بيته الأبيض الغارق بين الأشجار، باشر بكتابة مخطوط (باريس كانت حفلة). وفي يناير 1959، أعلن نفسه بشكل جماهيري، علي أنه نصير للثورة الكوبية وفي عام 1960 كانت اقامته الاخيرة في ذلك المنزل. ففي ربيع هذا العام غادر الي الولايات المتحدة.
ومع انتهائه من كتابه (باريس كانت حفلة)، بدأت تظهر عليه أعراض مرض خطير، ليسافر الي اسبانيا ويكتب حول خصومات محلية هناك. ويحاول التقدم في كتابه الجديد (ربيع دامٍ) لكن المرض لم يسمح له اذ انه بالكاد كان يستطيع تحريك يده. ويعود الي الولايات المتحدة، في نوفمبر ويدخل الي المستشفي في مايو حيث يخضع في ابريل 1960 الي عدة جلسات كهربائية قبل ان يعود الي منزله في ايداهو في شهر يونيو من ذلك العام. وفي صباح الثاني من يوليو ينتحر ببندقية صيد. في وصيته خصص منزل مزرعة فيخيا للشعب الكوبي ليحولوه الي متحف يضم كتبه وأثاثه ولوحاته وأدوات صيده البحري وآلة كتابته وسريره ويخته بيلار. وطلب الا يتم لمس شيء وفعلا لم يلمس شيء وطلب ايضا أن يبقي المكان مشرع الابواب ليزوره الكوبيون عندما يحلو لهم، وفعلا بقي كل شيء كما هو وذلك اكراما لهيمنجواي والتاريخ.
وقد ألفت الأسباب حول ملابسات انتحار هيمنجواي فهناك من قال بأنها آلام السرطان التي هاجمته بشراسة، ومن قال بالاكتئاب، وهناك من قال بأن الزهايمر الذي لم يجعله يتواصل مع ما يكتب .
يقول هيمنجواي في رائعته (العجوز والبحر) .. كان الظلامُ قد ارخي سدله . إذ أنّ الظلامُ يهبطُ سريعاً بعد الغروب في شهر سبتمبر .
و مالَ العجوزُ الي الأمام فاستلقي علي لوحةِ حنيّة الزورق قدرَ ما استطاع . وطلعت النجومُ الأولي في السماء .
ولمحَ العجوزُ بينها نجماً لا يعرفُ اسمه، و ان كان يعرفُ من امره ما يُشير الي انّ هذه الوحدة تقتربُ من نهايتها، ولن يلبثَ أن يجدَ نفسه بين أصحابهِ النائمين .
و قال العجوز :
هذه السمكة صاحبتي هي الأخري . انني لم أرَ أو أسمع بمثلها في حياتي .. ولكن، لا بدّ لي من قتلها . من حُسْن الحظ أننا لا نحاولُ قتلَ النجوم .
و جعلَ يُفكّرُ محدّثاً نفسه :
تصوّر .. لو حاولَ الناسُ كلَّ يوم ان يقتلوا القمر ! انّ القمرَ يستطيعُ أن يهربَ و يلوذُ بالنجاة و لكن .. تصوّر، لو بذلَ انسانٌ جهدَ يومه ليقتلَ الشمس .. من حُسن الطالع أنّنا ولدنا هكذا .
ثمّ عاودهُ الرثاءُ للسمكةِ التي لم تُطعم شيئاً . علي أنّ رثاءه لم يُخفّف من حدّة شوقه الي قتلها .
و همْهمَ قائلاً :
كم من أفواه النّاس سيأكلُ من لحم هذه السمَكة ؟ و لكنْ، أهذهِ الأفواه أهل لأكلها ؟ .. لا . طبعاً لا .. انّ هذهِ السَمَكة بعظمَتها و براعة تصرّفها لا تجدُ من هو أهل لأكلها .. انّني لا أحسنُ فهمَ هذه الأمور . ولكن من حسن الطالع أن لا ينبغي لنا أن نحاولَ قتل الشمس و القمر و النجوم . حسبُنا أن نعيشَ علي الماءِ و نقتل أخوَتنا الصادقين في الودّ . ..
من اعمال الاديب
الروايات :
باكورة كتاباته مجموعه من القصة القصيرة هى
( ثلاث قصص وعشر قصائد ) ( اولى كتاباته )
الروايه الشهيره ( العجوز والبحر )
(الشمس تشرق أيضاً the Sun Also Rises)
محلد القصص القصيرة ( الفائزون لا يحصلون على شىء )
( تلال افريقيا الخضر )
( لمن تدق الاجراس )
(سيول الربيع The Torrents Of Spring )
الشاعرة جاردينيا
كلا الاثنين ماتا منتحران ارنيست همنجواى ووالده ترى ما السبب وراء ذلك؟
ربما ساد طابع الشراسه والقسوه على ذلك العصر بما جعل اثر الاكتئاب واضحاّ
وجعل بعضهم ينتحر ( اين الايمان بالله ؟ )
لا حول ولا قوة الا بالله عز وجل
الأحد 27 يناير 2019 - 4:08 من طرف نمر الحلاوي
» يـــارب
الإثنين 11 أبريل 2016 - 5:40 من طرف ندى
» ما الحب ؟؟
الإثنين 11 أبريل 2016 - 5:37 من طرف ندى
» السلام عليكم جميعا
الثلاثاء 22 ديسمبر 2015 - 11:41 من طرف ندى
» ميلاد القائم عجل الله فرجه الشريف
الأربعاء 3 يونيو 2015 - 19:43 من طرف ندى
» كل عام واجروحي ابخير
الأربعاء 8 أبريل 2015 - 12:26 من طرف ندى
» أضــــــــحـــــى مــــــــبـــاركــــــ
الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 2:40 من طرف كاظم الناصري
» مرحبااا
الثلاثاء 12 أغسطس 2014 - 23:17 من طرف حوراء العراقية
» عيد سعيد عليكم احبتي
الخميس 7 أغسطس 2014 - 1:05 من طرف ندى
» التوت الازرق
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:51 من طرف عاشِــقة الليل
» الكيوي
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:47 من طرف عاشِــقة الليل
» الفراولة
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:41 من طرف عاشِــقة الليل
» الكمون بالليمون
الخميس 24 يوليو 2014 - 5:50 من طرف عاشِــقة الليل
» أنها الدنيا
الخميس 24 يوليو 2014 - 5:49 من طرف عاشِــقة الليل
» جوزيه مورينيو
الأربعاء 23 يوليو 2014 - 6:59 من طرف عاشِــقة الليل