محمد حسن بن محمد حسين الفقي .
مولده ونشأته:
ولد الشاعر
محمد حسن فقي بمدينة مكة المكرمة في (27) ذي القعدة عام 1331ه،
تلقى علومه بمدرستي الفلاح بمكة المكرمة، وجدة، وتخرج من مدرسة الفلاح بمكة المكرمة.
من أعماله: عمل أستاذًا للأدب العربي فترة قصيرة بمدرسة الفلاح، ثم عين رئيسًا لتحرير جريدة (صوت الحجاز)، ثم انتقل للعمل بوزارة المالية والاقتصاد الوطني فقضى شطرًا كبيرًا من حياته متنقلًا في وظائفها، إلى أن عين مديرًا عامًا بها، وبعد ذلك عين سفيرًا للملكة في أندونيسيا أيام مؤتمر (باندونج)، فنائبًا لرئيس ديوان المراقبة العامة بالرياض، ثم طلب الإحالة للتقاعد للتفرغ لأعماله الخاصة.
مؤلفاته:
له مؤلفات منها (نظرات وأفكار في المجتمع والحياة "في جزئين")، و (وهذه هي مصر)، و (فيلسوف)، و(مذكرات وأفكار حول الحياة والأجيال)، و (مجموعة قصصية)، و (بحوث إسلامية)، و (ملحمة شعرية في رحاب الأولمب).
صدرت أعماله الكاملة في ثمانية مجلدات عام 1985 .
عُدْتُ بلا حِسَّ ولا خاطِرِ..
كأنًّني عُشٌ بلا طائِرِ!
عُشٌّ كَثيبٌ نالَ منه الِبلَى
يَفِيضُ بالبؤسِ على الناظِر!
واهٍ على ماضٍ قطفتُ المُنَى
ريَّانَةً مِن رَوْضِهِ النَّاضِرِ!
وَلَّى فلم يَبْقَ سوى مُهْجَةٍ
.. غابِرُها يَبْكِي على الحاضِرِ.. !
يَبْكي عليه.. ثم يَرْضى البِلى
كلاهما.. من أَلَمٍ صاهِرِ!
ولا يَضيقانِ بَلاُوائِهِ
ولا يًثُورانِ على الواتِرِ!
فرُبَّما كانتْ بِطَيَّاتهِ
نُعْمى تُعيدُ الرِّبْحَ للخاسِرِ!
مُضاعَفاً يَنْسى بآلائِهِ
ما كانَ من ناهٍ.. ومن آمِر!
ورُبَّ حَظِّ عاثِرٍ يَنْتَهي
بِرَبِّهِ لِلأَمَلِ الزَّاهِرِ!
خواطِرٌ هذي جَلاها الأَسى
بعد الدُّجى الحالِكِ للشّاَعِرِ!
لكنَّهُ صابَرَ حتى اسْتَوَتْ
وضَّاءَةَ الباطِنِ والظَّاهِرِ!
حقائِقاً عادَ بِها ناعِماً
باللاَّبِنِ المُغْدِقِ والتَّامِرِ!
يا ذاتَ أَمْسى.. يا جَلاَل الهوى
يا ذاتَ حُبِّي الوامقِ الطاَّهِرِ!
يا رّبَّةَ السِّحْر الذي قادني
إلى الذُّرى ذاتِ السَّنا الباهِرِ!
ثُمَّ إلى الدّرْكِ.. إلى شِقْوَةٍ
أوَّلُها يَعْثُرُ بِالآخِر!
كيف طَوى ذاك الجمالَ الرَّدى
وانْقَلَبَ السِّحْرُ عَلى السَّاحِرِ؟!
عاد به المَهْجُورُ في جَنّةٍ
ولَيْسَ بالباكي ولا السَّاخِرِ
وليس بالتَّاعِسِ من جَوْرِهِ
وليس بالآسِي على الجائِرِ!
وأَنْتِ ما عُدْتِ سوى لِلأسَى
بعد الخَنى. بعد الضُّحى العابِرِ!
ما أَرْوَعَ القِصَّة هذي الَّتي
تَرْوِي عن المَهْجُورِ والهَاجِرِ!
* * *
وسأَلْتُ نَفْسي. ما الذي يُجْدي الهوى
في حالّتيْه.. بِوَصْلِهِ وبِصَدِّهِ؟!
هل لو سَعِدْتُ بِقُرْبِهِ ونَوالِهِ
أغدْو الرَّفِيعَ بِمَجْدِهِ. وبِرَغْدِهِ؟!
أغْدو أَسيرُ وما أخافُ من الرَّدى
ولو استطال بِبَرقِهِ. وبِرَعْدِهِ؟!
أم أَنَّني أغْدُو الهَلُوعَ لأنَّني
بِعْتُ الحياةَ على الحَبِيبِ ورِفِدِهِ؟!
فَغَدَوْتُ مَمْلوكاً يُفَزّعُهُ النَّوى
فيَوَدُّ أن يَبْقى الحُسامُ بِغِمْدِه؟!
لَنَجَوْتُ مِن طَيْشِ الغَرامِ وهَزْلهِِ
وخَرَجْتُ منه بِصَدِّه.. وبِجِدِّه!
لو أَنَّني اسْترسَلْتُ فيه لَرَدَّني
بِحُسامِهِ عن مَطْمَحي.. وبِجُنْدِهِ!
وّلكُنْتُ في يَوْمي الأَسيرَ.. وبِئْسَما
يَلْقى الأسِيرُ من الهوانِ بِوَجْدِهِ!
وأنا الطَّلِيقُ بما اسْتَخْرَتُ. أنا الذي
ناوَأْتُهُ.. فَنَجا الكريمُ بجِلدِه!
ولقد يُحَلِّقُ عاشِقٌ بِتَرَفُّع
عن دَعْدِهِ.. وتَمَنُّع عن هِنْدِه!
ولقد يَظَلُّ بسَفْحِهِ. ولو أنَّهُ
شَحَذَ العَزِيمةَ لاسْتَوى في نَجْدِهِ!
الحُرَّ لا يَرْضَى بِرَغْمِ شُجُونِهِ
حتى ولو نَخَرَتْ حَشاهُ بِقيْدِهِ!
شَتَّانَ بَيْنَ مُنافِحٍ عن حُبِّهِ
يهْوِي بهِ.. ومُنافِحٍ عن مَجْدِهِ!
* * *
مُدِّي يَدَيْكِ.. فَإنَّني من عَنْصُرٍ
زاكٍ. وشافٍ صَدْرَهُ مِنْ حُقْدِهِ!
ما إنْ شَمِتُّ بٍفاخرٍ مُتَنفِّجٍ
بالحُسْنِ.. بعد سُقُوطِهِ في لَحْدِهِ!
فلقد بَرِئْتُ من الشَّماتِ وعَسْفِهِ
ولقد بَرِئْتُ من الغَرُورِ وكَيْدِهِ!
ليْتَ الجمالَ إذا اسْتوى في عَرْشِهِ
لم يَسْتَبِدَّ على ضراغِمَ أُسْدِهِ!
أَوْ يَطْغَ.. فالعُشَّاقُ في حُسْبانِهِ
كحِجارةٍ يَلهوَ بهمْ في نَرْدِهِ!
فلقد يَوَدَّ إذا هَوى عن عَرْشِهِ
أنْ لو أَنالَ بِجَزْرِهِ وبِمَدِّهِ!
لو أنَّه جَذَبَ المشَاعِرَ والنُّهيَ
المُسْتَهامَةَ. لاسْتَعَزَّ بِخَلْدِهِ!
دُنْيا.. فهذا رابِحُ من غَيِّهِ
فاعْجَبْ. وهذا خاسِرٌ مِن رُشْدِهِ!
اسْمِعيني - لا أَسْمَعَ الله أُذْنَيْكِ
حديثَ الصِّبا. ونَجْوى الشَّباب!
يَوْمَ كُنَّا طيرين نمرح في
العُشِّ.. ثمالى من خَمْرةٍ ورُضابِ!
يَوْمَ كنَّا عَفَّيْنِ ما نَعْرفُ العِهْرَ
ونُفْضي عَمَّا وراءَ الثِّيابِ!
لا نُبالي بالقَوْلِ يَجْرَحُ..
والنَّظْرَةِ تُدْمِي. ولا بِسُوءِ الحِساب!
فَلَنا مِن رَفارِفِ الطُّهْرِ مأوى
ليس يَخْشى نَقاؤُه من عِقابِ!
وتعالى العُواءُ حَوْلي فما ارْتَعْتُ
ولا أَنْتِ مِن عُواءِ الذّئابِ!
كيف يَرْتاعُ عاشِقانِ
طَهُورانِ بَرِيئانِ مِن خَنًى ومَعابِ؟!
هكذا هكذا دَرَجْنا على
الحُبِّ خَلِيّاً من شِقْوةٍ وعَذابِ!
وتَخيَّلْتُ أَنَّني العاشقُ الفَرْدُ
وأَنّي أختْالُ فَوْق السّحابِ!
وتَبَدَّيْتِ لي حصاناً رَزَاناً
فهي ماءٌ.. وغَيْرُها من سرابِ!
كَمَلاكٍ مِن الفرادِيسِ لا
عَيْبَ به غَيْرُ فِتْنَةِ الألْبابِ!
والورى حَوْلَه نِشاوى
فمن حُسْنٍ وَضِيءٍ: ومن عَبِيرِ مَلابِ!
* * *
وتَخَيَّرتِني فلاقيتِ مِنِّي
غيْرَ ذي مَخْلَبٍ.. وذي أَنْيابِ..
غَيْرَ ذي شَهْوةٍ يَطِيحُ بها
الجِسْمُ عَشِيقاً مُزَعْزِعاً.. للتُّرابِ!
هو قَلْبٌ من الحنانِ رقيقٌ
وهو عَقْلٌ مُلاَلِىءً كالشِّهابِ!
واسْتَويْنا نِدَّيْنِ يَحْسِدُنا الخَلْقُ
فمن واثِقٍ.. ومن مُرْتابِ!
فَحَسِبْنا. والأَمْرُ غَيْرُ الذي نَحْسبُ
والعيشُ كلُّه ذُو اضْطِرابِ!
أنَّ هذا الهوى سيمْتَدُّ مُخْضَراً
مدى عُمْرِنا.. مدى الأحقابِ!
يا لها من سذاجةٍ وغباءٍ
هَوَّنا بالكِذابِ كلَّ الصِّعابَ!
وأنا دُونَكِ الأحْمقُ الغِرُّ
فقد كنْتِ نِقْمةً في إِهاب!
نِقْمةً تَخْتَفي وَراءَ حِجابٍ
هو أَعْتى من الصُّخُورِ الصِّلابِ!
يا لَرُوحي مِمَّا اعْتَرَاها من الغَفْلةِ
دَهْراً.. ويا له من عُجابِ!
إنَّ هذا هو العُجابَ
وما أكْثَر مَا في حياتِنا من عُجابِ
أُيُّهذا المَلاكُ يَرْتَدُّ شّيطاناً
مَرِيداً ويَزْدَهِي بالمآبِ!
بِئْسَ هذا الجزاءُ مِنْكِ فأغْصانُكِ
عادتْ عَلَيَّ مِثْلَ الحِرابِ!
ضَرَّجَتْني لكنَّها أَنقْذتني
من خِداعٍ مَضَلِّلٍ.. وكِذابِ!
عَلَّمَتْني.. وما أُحَيْلى هدى
العلمِ عَليْنا يَرُدُّنا للصَّوابِ!
ربَّما كان خَيْرُنا في عَذابٍ
مُنْضج. صارِفٍ عن الأَوْشابِ!
وأراني أَراهُ يعد تماديَّ سِفاهاً
وبعد فَصْلِ الخِطابِ!
واضِحاً.. واضِحاً.. جَلِيّاً .. جَلِيّاً
في كِليْنا من رِفْعَةٍ وتَبابِ!
* * *
لم تَعُودِي يا بُلْبُلي الصَّادِحَ
بالمَطْرِباتِ.. غَيْرَ غُرابِ!
فارْقُبي يَوْمَكِ وقُولي
يا لَنَفْسي من وَحْشَةٍ وخَرابِ!
واسْكُبي دّمْعَكِ الغَزِيرَ على
الماضي لَئِيماً يَضجُّ بالأوْصابِ!
وارْجعي للرَّشادِ.. حتَّى وإِن
كان فَقِيراً ولَيْس بالوهَّابِ!
كيف يَحْبو وما لَهُ من سناءٍ
يَتَصَبَّى.. وما لَهُ مِن رِحابِ؟!
فَلَعلَّ المتابَ كفَّارَةُ العُمْرِ
ورَضْوى تِلكَ القُلوبِ الغِضابِ!
هل تُطيِقينه؟ عَسى أن تُطِيقيهِ
وأَن تَدْخُلي إلى المِحْرابِ!
الأحد 27 يناير 2019 - 4:08 من طرف نمر الحلاوي
» يـــارب
الإثنين 11 أبريل 2016 - 5:40 من طرف ندى
» ما الحب ؟؟
الإثنين 11 أبريل 2016 - 5:37 من طرف ندى
» السلام عليكم جميعا
الثلاثاء 22 ديسمبر 2015 - 11:41 من طرف ندى
» ميلاد القائم عجل الله فرجه الشريف
الأربعاء 3 يونيو 2015 - 19:43 من طرف ندى
» كل عام واجروحي ابخير
الأربعاء 8 أبريل 2015 - 12:26 من طرف ندى
» أضــــــــحـــــى مــــــــبـــاركــــــ
الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 2:40 من طرف كاظم الناصري
» مرحبااا
الثلاثاء 12 أغسطس 2014 - 23:17 من طرف حوراء العراقية
» عيد سعيد عليكم احبتي
الخميس 7 أغسطس 2014 - 1:05 من طرف ندى
» التوت الازرق
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:51 من طرف عاشِــقة الليل
» الكيوي
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:47 من طرف عاشِــقة الليل
» الفراولة
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:41 من طرف عاشِــقة الليل
» الكمون بالليمون
الخميس 24 يوليو 2014 - 5:50 من طرف عاشِــقة الليل
» أنها الدنيا
الخميس 24 يوليو 2014 - 5:49 من طرف عاشِــقة الليل
» جوزيه مورينيو
الأربعاء 23 يوليو 2014 - 6:59 من طرف عاشِــقة الليل