تظهر عدة مخالفات بين التربية المدرسية والتربية المنزلية,من حيث نفوذها في الأولاد ومعاملتها لهم, وأثرها في تهذيب الأخلاق وتكوين العادات والقيم... 1- السيطرة في كل من المدرسة والمنزل: غالباً ماتكون سيطرة المدرسة أقل من سيطرة الوالدين,لأن الطفل منذ نشأته يرى أن والديه هما اللذان يعولانه, ويقومان بتأمين كل حاجاته,فيعتقد أنه يعتمد عليهما كلياً, وأن حاجته إليهما اشد من حاجته إلى غيرهما.علماً أنه إذا تعرض في المدرسة إلى شدة أو قسوة هرع إلى والديه باكياً شاكياً.. أما إذا غضب أحدهما منه فإنه يسعى لإرضائه بشتى الطرق وبنفسه أي دون اللجوء إلى أي شخص آخر. 2- التعامل والعلاقة في كل من المدرسة والبيت : في المدرسة تكون العلاقات قائمة على العدل والمساواة لأن جميع التلامذة سواء أمام المدرس,فهو يعاملهم سواسية في الثواب والعقاب وأحبهم إليه أصلحهم أخلاقاً واجتهاداً.أما الوالدين فقد تضطرهم الشفقة والعاطفة الأبوية أو عاطفة الأمومة إلى التغاضي عن ذنوب أبنائهم.. لذلك نجد أن المنزل يعامل الطفل بالرحمة والرأفة,حتى إذا كبر حاسبه على أعماله بدقة وأخذه بشدة.أما المدرسة فإنها تعلن من أول الأمر نظامها الذي يألفه المتعلمون ويخضعون له عن رضى تام. 3- تأثير كل من المنزل والمدرسة في تكوين أخلاق الناشئ وتهذيبه: وفقاً للعديد من الدراسات يبدو أنه من الصعب الحكم بأن أخلاق المتعلم نتيجة لنفوذ الثاني.لكن الكثير, من دراسات ومن المفكرين أقروا بأن التكوين الأخلاقي الأول هو للمنزل لأنه اسبق من تكوين الأخلاق في المدرسة ويبقى أثره في سلوك المتعلم طوال حياته. 4- تأثير كل من المدرسة والمنزل في تكوين الشعور بالحرية وبالتكلف: يكون التلميذ عادة,متكلفاً في المدرسة في كل مظاهره وأنه غير طبيعي, في الحديثة إلى أن يكون الطفل تلقائياً عفوياً في سلوكه,وأن يشعر بالحرية الكافية التي تمكنه من أن يسلك سلوكاً طبيعياً لا كلفة فيه ولا تصنع, حتى تتاح الفرصة لإصلاحه وتوجيهه. 5- هل أن تنوع الفرص يساعد في إظهار الميول وتوجيهها؟ من المعروف,ورغم كل النظريات الحديثة فلسفياً وعملياً,أن المدرسة هي المكان المعد لتربية الناشئة ضمن تربية نظامية لها قيودها وظروفها,فيها أخصائيون يعملون على خلق الفرص الكثيرة الملائمة للأطفال كي تنكشف ميولهم واتجاهاتهم فيقوم المدرسون بتشجيعها وتوجيهها الوجهة السليمة,في حين لا يتيسر ذلك إلا عند العائلات المثقفة حيث يعنى الوالدان,فيها,بأبنائهم عناية خاصة ويكون لدى الوالدين القدرات المادية الكافية لذلك في حين لا تتوفر عند كل العائلات في المجتمع,من هنا تأثير المنشأ الاجتماعي للولد على تربيته,وقد جرت دراسات عديدة أكدت على أن العلاقات الغنية تستطيع توفير أجواء لا يتم ذلك عند عائلات الطبقات الاجتماعية الأخرى,رغم أن شواذ هذه القاعدة موجودة إنما ليس بمعدل مرتفع نسبياً.
عاشــقة الليل
الأحد 27 يناير 2019 - 4:08 من طرف نمر الحلاوي
» يـــارب
الإثنين 11 أبريل 2016 - 5:40 من طرف ندى
» ما الحب ؟؟
الإثنين 11 أبريل 2016 - 5:37 من طرف ندى
» السلام عليكم جميعا
الثلاثاء 22 ديسمبر 2015 - 11:41 من طرف ندى
» ميلاد القائم عجل الله فرجه الشريف
الأربعاء 3 يونيو 2015 - 19:43 من طرف ندى
» كل عام واجروحي ابخير
الأربعاء 8 أبريل 2015 - 12:26 من طرف ندى
» أضــــــــحـــــى مــــــــبـــاركــــــ
الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 2:40 من طرف كاظم الناصري
» مرحبااا
الثلاثاء 12 أغسطس 2014 - 23:17 من طرف حوراء العراقية
» عيد سعيد عليكم احبتي
الخميس 7 أغسطس 2014 - 1:05 من طرف ندى
» التوت الازرق
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:51 من طرف عاشِــقة الليل
» الكيوي
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:47 من طرف عاشِــقة الليل
» الفراولة
الجمعة 25 يوليو 2014 - 21:41 من طرف عاشِــقة الليل
» الكمون بالليمون
الخميس 24 يوليو 2014 - 5:50 من طرف عاشِــقة الليل
» أنها الدنيا
الخميس 24 يوليو 2014 - 5:49 من طرف عاشِــقة الليل
» جوزيه مورينيو
الأربعاء 23 يوليو 2014 - 6:59 من طرف عاشِــقة الليل